سكن الليل و نامت عيون الآمنين ... و انهمر المطر
و وجدتنى بين عائليتى فى العراء.. بلا كهرباء......بين أرض و قمر
ماذا صار؟
لا يوجد لديارنا و لا ديار جيراننا علم و لا أثر
هرولت لجيرانى و جيران جيرانى , أتسائل عن الخبر
ظننت ان حالى فقط فى وطنى..فوجدت الحال فى كل مصر و كل قطر
بعضهم قال عاصفة, و الآخر قال صاعقة... و الكل الآن يعيش الخطر
جريت الى علماء الأوطان و سألتهم.... هل هذا قدر أم فعل بشر؟
قالوا لى
لا تكن أحمق
لا تصدق أن الديار يدكها مطر
بل لا تصدق أنها ديار
انكم تركتم الاعمار لدول الاستعمار
فلم يبنوها بالحجر
بل نسجوا خيوط العنكبوت و قالوا حضارة و علم , ازدهر و انتشر
تركتموهم يبنوا البلاد بلا أوتاد و اكتفيتم بمتاع النفط و السمر و السهر
صدقتم قولهم:
بلادكم شديدة الحرارة , لا تسمح بالزراعة, و عندنا نحن الشجر و الثمر
اسلامكم و أسلافكم فكر قديم , و عندنا من أبدع و فكر و سطر
صدقتموهم و مكنتموهم و قلدتموهم , و أعمى بصيرتكم الاعلام و الصور
لونوا لكم التراب بألون السراب
فتحلى به النساء, و تركوا السندس و الدرر
الآن...... الآن احصدوا
حصاد الاثم و جزاء من فجر و عاق و عقر
قلنا الله و قلنا رسوله و صحابته و آل بيته
قلتم سنى و شيعى و درزى و زيدى , و كل لفرقته انقاد و انحسر
فى العراق.. مزقتم الأنفس و قطعتم الأعناق, و كل حزب ظن أنه انتصر
و فلسطين...صارت اسراطين, و روح السلام بين فتح و حماس تحتضر
دعنى
دعنى الآن... أناجى ربى بوصتى الضائع, بين سلطان طغى و حاكم قهر
أدعو ربى ألا يهلكنا بذنب من ذل و من سفه و اقتدر
قلت له.... يا شيخنا... لا يكفى الدعاء, هيا نحمل سلاحنا
ضحك عاليا و قال: السلاح محذوووووووووووور منذ أمد طويل
و نحن طائعون لمن أمر
سألته: و من أمر؟
قال: ان حقا لم تعرف اجابة, فعقلك و وجودك قد تعفن و انبتر
هرول الى قومك
و ابحثوا عن الحجر
ابنوا الديار بأيديكم
من أراضيكم
و اعمل فى الفجر و الضحى و النهار و الليل و السحر
ساندوا الضعيف و من تعذر و من انعسر
و اختاروا الصالح ليقود الاعمار و يدفع الضرر
قلت له:
و ان فعلنا
ألن ينزع الشيطان بيننا و يهدم ما بنينا؟
قال
ان فعلتم
ستجدوا الشيطان قد انتحر