هناك امرأة بألف رجل ....الخازندارة

هناك امرأة بألف رجل – هل منا أحد يعرفها؟ .. هيا لنستمع إلى حديث شيخنا الجليل محمد الغزلي- وهو يروى لنا تلك القصة.
""أجيال كثيرة من علماء الأزهر الذين تخرجوا في كلية أصول الدين مدينون ماديا وأدبيا لامرأة محسنة وقفت مالها لله ؛ وأنشأت منه مؤسسات يتفجر الخير منها منذ عشرات السنين. وسيبقى كذلك ما شاء الله.
وأنا واحد من هؤلاء الذين نالهم ذلك العطاء الدافق .
**** لكن من هي" الخازندارة"؟ التي بنيت كليتنا ؟ لا ندري عنها شيئا- إن البيئات التى عشنا فيها قديما تواضعت على كتمان أسماء النساء ؛ فلا يجوز أن يذكر أسم الأم ولا أسم الزوجة ؛ فذلك عيب لا يقع فيه أهل الإيمان. لعل الأسم عورة كما الصوت عورة.
هل الدين باعث هذا الشعور ؟ كلا… ففي أول البعثة الشريفة صاح النبي الكريم على الصفا كما ذكرنا من قبل مناديا صفية بنت عبد المطلب. وفاطمة بنت محمد يدعوها إلى معرفة الله والإيمان به وحده .
قد زادت أعداد الطلبة وربما زاد الإحساس بضرورة البحث عن مكان أوسع ؛ وهنا سمعت من يقول : إنهم سوف يضمون مبنى الملجأ إلى الكلية؛ ولم أع ما هنالك ؛ ثم أدركت أن السيدة المحسنة بنت ملجأ للأيتام يؤويهم ويغذوهم – ويكسوهم وأرصدت لذلك من مالها ما يسع حاجة المحتاجين.
"" يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ؛ وما عملت من سوء تود أن بينها وبينه أمدا بعيدا ""صدق الله العظيم
وفي أثناء تلقينا الدروس بمبنى الخازندارة ؛ بدأنا نسمع ضجيج بناء عمارة كبيرة فتساءلنا . ما هذا ؟ قالوا:
مستشفى الخازندارة !! الحق أني دعوت من أعماق قلبي للمرأة الصالحة ؛ تبني معهدا ومسجدا ولجأ ومستشفى ؟
تنشر العلم وتحمي العبادة وتربي اليتامى وتداوي المرضى ؟ أي قلب زكي في صدر هذه المرأة التي أقرضت الله قرضا حسنا ؛ وادخرت عنده ما ينضر وجهها ؛ عز من قال:
"يوم ترى المؤمنين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار""
صدق الله العظيم
لكن المستشفى الذي بنته السيدة الفاضلة لخدمة المسلمين انتقل بقرار ثوري من الدائرة الإسلامية إلى دائرة أوسع فجعله عبد الناصر لخدمة أهل الأديان كلها ؛ أو لخدمة المتدينين وغير المتدينين ؛ كان المراد حرمان الإسلام من مؤسسات خاصة بها تسدى الخير لأهله ؛ وتحفظ حاضره ومستقبله ؛ وقد تم ذلك بالنسبة إلى المستشفى والملجأ أما مبنى الكلية فقد انتقل إلى دراسات لعلوم القرآن وظل المسجد موجود إلى يومنا هذا.

رحم الله الخازندارة التي استودعت الله مالها ؛ وجاهدت في سبيله بتقديم الدواء للمرضى؛ والزاد للجياع ؛والعلم لطلابه ؛ وألهم الرجال والنساء أن يتأسوا بها……""
وهنا انتهى حديث شيخنا الجليل – ولا يسعنا سوى أن نترحم على تلك السيدة ؛ فأجرها عظيم عند الله؛ جمعنا الله وإياها في جنة الفردوس……………………….. اللهم آمين

مشكوووووووووووووووووووره

رحمها الله وأدخلها فسيح جناته
شكرا صفوه على معلوماتك التى بالفعل افادتنا