سمعة مصر(الغالية)

كلماكشفت قضية فساد، أو سلط الضوء علي إهمال جسيم من أحد المسؤولين، أو ناقشنا
قانوناً جديداً مهلهلاً ومليئا بالثغرات، ظهر بعض الطبالين والزمارين في
زفة الحكومة بدأوا في العويل ولطم الخدود، وتعالت أصواتهم: أغيثونا من
هؤلاء الذين يسيئون لسمعة مصر والعمليةمن وجهة نظري أشبه بشخص شريف ونزيه لا يسكت عن الحق رأي لصًا يسرق، وعندما
صرخ (امسك حرامي) بدأ أعوان اللص وشركاؤه في ضرب الشريف ومحاولة إسكاته
متعللين بأنه يسيء لسمعة مصر، والسؤال هنا من الذي يسيء لسمعة مصر: اللص
أم من يشير إليه مناديا بأعلي صوته (امسك حرامي)؟ الذي ترك البالوعة
مكشوفة لتكون فخًا للأطفال والكبار أم من التقط صورتها ونشرها؟ الذي أدخل
بريئًا إلي المعتقل، أم الذي يندد بضياع حقوق الإنسان في بلدنا؟ الذي
احتكر سلعة استراتيجية، أم الذي سأل عن ملابسات هذا الاحتكارإن
الفاسد والمرتشي والمحتكر والمنافق هم من يسيئون لسمعة مصر وليس من ينشر
صورهم ويحكي قصصهم ليبين للناس مدي فسادهم، إنها طريقة ساذجة من شركاء
اللصوص لنسكت عن السرقة، ولكننا لن نسكت سنظل نصرخ (امسك حرامي) وربما
فيما بعد نستطيع أن نركض وراءه ونستعيد ما سرقه، حتي تظل سمعة مصر بخير