انزعجت مما نشر فى الصحف المصرية فى الأسابيع الماضية حول استخدام «العصا» و«المقشة» و«الركل»، الذى أفضى إلى موت الطفل والتلميذ الجميلبإحدى المدارس بجمهورية مصر العربية، والذى بُث أيضاً على القنوات الأرضيةوالفضائية، وليس البث والنشر مصدر انزعاجى، لأن البث والنشر من علامات رقىوتقدم المجتمع المصرى.وإنما مصدر انزعاجى هو شعورى بالحرج والخجل من صدور هذه التصرفات منالمعلم المصرى، مهما كان السلوك المقابل الصادر من التلميذ والطفل المصرى،ومهما كانت الصعوبات والمعوقات التى تحيط بالمعلم، سواء فى المدرسة أو المنزلأو الشارع، المادية منها والأدبية..ومما تجب ملاحظته فى تلك الحادثات العالقة برقبة أصحابها فى المقام الأول، إنهاحدثت على مستوى المرحلة الابتدائية، ولذا يلزم التنويه إلى العلاج الجذرى لمثلهذه الأفعال الجارحة لكرامة وهيبة المعلم المصرى: تكثيف الرقابة والمتابعة علىمدارس المرحلة الابتدائية على مدار العام الدراسى..يجب أن يكون معلم المرحلة الابتدائية مؤهلاً تأهيلاً عالياً من حيث الدرجة العلمية،ومن حيث اسم الجامعة واسم الكلية.. يجب أن يكون معلم المرحلة الابتدائية مؤسساًتأسيساً تربوياً من خلال كلية التربية العام أو كلية التربية تعليم أساسى، لأنالدارسين بكليات التربية يدرسون العلوم التربوية الراقية بعمق وتركيز شديد.. ولأنالمعلم التربوى الحقيقى والنشيط والفعال، يدير وقت الحصة باستخدام الحواسالطبيعية وعلم وملامح الوجه.. ولأن المعلم التربوى الحقيقى يشعر بالفشل إذا لجأ إلى العقاب البدنى باستخدام «العصا» فى إدارة الفصل.. ولأن مهنة المعلم علم وفن، ولا يستطيع القيام بها إلاأهل العلوم التربوية والفنون الواقعية والعملية