هل يعيد الخبير البريطاني الحياة والشارة الدولية لحديقة حيوان الجيزة؟

أثار إعلان وزير الزراعة المهندس أمين أباظة عن اتجاهه للاستعانة بخبير بريطاني لإعادة الحياة الى حديقة الحيوان بالجيزة، بعد سنوات طويلة من الاهمال، فقدت فيه مكانتها الدولية ، وخرجت من الاتحد العالمي لحدائق الحيوان، الكثير من التساؤلات حول أسباب تدهور مستوى الحديقة.

فقبل عدة سنوات كانت حديقة الحيوان بالجيزة تحتل المركز الثالث عالمياً إلى أن تم شطب عضويتها في الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان نتيجة لإهمال كبير من قبل المسئولين في الاهتمام بالحديقة ورعاية الحيوانات والأشجار الموجودة بها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ يرى الكثير من رواد الحديقة أنها باتت تعاني من أزمات بالجملة أدت إلى إحجام الكثيرين عن زيارتها خاصة في ظل تناقص الحيوانات وعدم استيراد بدائل للنافق منها وأيضا ارتفاع أسعار التذاكر.

وبرر د.سعد الجزار-رئيس قسم الوقاية والعلاج بحديقة الحيوان-اختفاء وتناقص بعض الحيوانات إلى صعوبة استيراد البدائل إذ إن هناك حظراً على الاستيراد من غابات أفريقيا لانتشار الأمراض بها وعدم السماح بخروجها منها أصلاً. وأضاف: لم يكن أمامنا سوى الاستيراد من أوروبا وأمريكا لكن هناك مشكلة حقيقية هي أن أسعار الحيوانات بها مرتفعة للغاية كما أن تكلفة شحنها عالية جداً قد تصل إلى أضعاف ثمن الحيوان.

وأكد الجزار أن الزرافة الوحيدة التي كانت موجودة بالحديقة ماتت قبل نحو عام منوهاً إلى أن إدارة الحديقة تحاول استيراد أخرى لكن ذلك يتطلب عمل "طلبية" كاملة من الحيوانات التي تحتاجها الحديقة بشكل سريع تقدم إلى وزارة الزراعة وفق شروط معينة أهمها وجود شهادة صحية للحيوان.

ولفت إلى أن المناقصة الأخيرة التي تم الإعلان عنها تقدم إليها عرض واحد غير مطابق للمواصفات مشدداً على أن زوار الحديقة لا يدركون أن مسألة استيراد حيوانات جديدة تصادف معوقات كثيرة معتقدين أنه من السهل استيراد زرافة أخرى بشكلسريع.

وأوضح أن إدارة الحديقة خاطبت حديقة حيوان بالإمارات لاستيراد زرافة منها وتبادل بعض الحيوانات معها.

واعتقد الجزار أن زوار الحديقة يرتكبون أفعالاُ تؤدي إلى هروب الحيوانات داخل أقفاصها حتى أن إدارة الحديقة قررت وضع سلك حاجز عند جبلاية القرود بسبب هذه السلوكيات نافياً عدم تنظيف الأقفاص وأماكن تجمع الحيوانات باستمرار.

كما أكد أن الحيوانات الموجودة بالحديقة ليست مريضة كما يشيع البعض إذ يتم رعايتها وفق برنامج وقائي منوهاً إلى أن الحديقة كانت المكان الوحيد الذي ثبت خلوه من فيروس أنفلونزا الطيور خاصة أن هناك 20 طبيباً بيطرياً مهمتهم الكشف الدوري على الحيوانات.

فيما أشار د. سعيد يونس-مدير عام حدائق الحيوان والطيور والأسماك السابق-إلى أن إلغاء عضوية مصر من الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان يعود إلى سبع سنوات مضت على خلفية إعدام شامبنزي من منطقة موبوءة داخل الحجر البيطري في المطار بإغراقها في محلول صودا الأمر الذي اعتبره الاتحاد تصرفاً بربرياً إضافة إلى عدم دفع اشتراك الاتحاد منذ سنتين.

ونوه إلى أن مندوبي الاتحاد الذين زاروا الحديقة كانت لهم ملاحظات عدة أبرزها أن الأقفاص لا تستوعب أعداد الحيوانات وأن الأطباء البيطريين يحتاجون إلى مزيد من الدورات التدريبية لضعف خبراتهم في التعامل مع الحيوانات.

وأضاف: نحن نسعى حالياً إلى تلافي هذه الملاحظات واستعادة عضويتنا في الاتحاد مرة أخرى.

وبرر زيادة رسوم الحديقة باستغلالها في عملية التطوير وأوضح أن ميزانية الحديقة محدودة إذ أن ميزانية شراء الحيوانات الجديدة لا تتجاوز مليونا ونصف المليون جنيه فيما ميزانية التغذية تبلغ مليونين ونصف المليون لافتاً إلى أن إيرادات الحديقة بعود بعض منها إلى الدولة ممثلة في وزارة الزراعة والبعض الآخر تصرف منه أجور العاملين.

واقترح أن يتم تشكيل لجنة من التخصصين في الحديقة وخبراء وزارة الزراعة لشراء الحيوانات بشكل مباشر بدلاً من الإجراءات المعقدة والوقت الطويل الذي تستلزمه عملية طرح المناقصات.