صفوة نائبة المدير العام
تاريخ التسجيل : 24/08/2008 عدد الرسائل : 212 العمر : 43 الدوله : مصر نقاط : 6222 السٌّمعَة : 2 الأوسمه :
| موضوع: الكسل العقلى.... عبادة الغافلين 2009-07-28, 7:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم, و الصلاة و السلام على سيد المرسلين , سيدنا محمد و على آله و صحبه , و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد…
إذا تأملنا في حياتنا, و فكرنا في أحوالنا, خاصة حالة التغير الذي يطرأ علي كثير منا في يوم و ليلة, من زهدٍ إلى تعلق مجنون بالدنيا, و من عبادة و طاعة إلى لهو و عصيان, و من توبة إلى عودة سريعة للذنب, و لربما أشد مما كان…
سنجد أن السبب الرئيسي هو عدم تأسيس البنيان, و الاهتمام فقط بالقشور و الجدران…
هذا الأساس هو الإخلاص عن حق و يقين, و ليس عملا غايته إرضاء أعين الناظرين, و لا إرضاءً للذات , ولا عجب و كبر يعتريها لاكتسابها بعض محاسن الصفات…. لكن تأسيس هذا البنيان بداخل قلوبنا ليس أمرا سهلا!!!
فإن ترويض القلب أصعب بكثير من ترويض الجوارح . فالقلب هو المحرك الرئيسي للجوارح , و هو القوة المسيطرة عليها….إن صلح , صلح حالها, و إن فسد , فسد حالها……هذه المضغة الصغيرة, هي مفتاح الحياة بأسرها.
فان كنت صالحا في أعمالك, و القلب يحب الخطأ سوف تخطئ. و إن كنت حافظا للفرج , غاضا لبصر, و القلب يشتهى الزنا, سوف تزني.
و إذا كنت طائعة للزوج, مؤدية حقوقه على أكمل وجه, و القلب يتمنى لو يعشق آخر, ستصبحين فريسة للخطيئة , و من أقل خطوة إرادية أو لا إرادية.
و يا من تتلو القرآن آناء الليل و أطراف النهار, و مازال بداخلك حنين إلى سماع الغناء الذي طالما انشرح صدرك بسماعه…..ستعود لإدمانه, و يكون هو لك النشوة و السلوى.
إن الأمر ليس ازدواجية, أو انفصام شخصية …… و إنما إخلاص زائف, إخلاص لم يتحقق بعد..... الجوارح تحاول تقليد من يتسمون به, و القلب مازال هائم في واد آخر. إن الأمر ليس بالكثرة, لكنه بالكيف, ليس فقط اللسان و إنما معه قلب الإنسان.
انظر إلي صلاة في أول الوقت في الصف الأول, مع قلب لا يفكر إلا في متطلبات الحياة, و نسيان تام لقيمة استدعائنا لمقابلة مالك الملك , أهذه صلاة نريد بها وجه الله؟؟ّّ!!
لا أقول لا تكثر من الاستغفار و الذكر و الطاعات, و لو يوميا آلاف المرات . لكن........تدبر!!! تدبر!!.....كن على وعى بما تعمل و ما تقول, و فكر فيما يخرج من فيك!!
المفتاح في التدبر, و ليس في ألف استغفار, لم يشعر بها قلب , و لم تتفكر فيها بذنب, و بكثرتها, تسلل إلي قلبك العجب....فكر فيم كنت تستغفر, في ماض وحاضر, ما كان عمدا و ما كان سهوا, و ما كان تحت تأثير مخدر الضعف, الذي يشل الأعضاء و يلهب الأهواء,و يمكن منا الأبالسة و الأعداء.
احضر ورقة و قلم.....أكتب... اجعل ثغرات حياتك شئ مرئي أمام عينيك , واجه نفسك ,صارحها بضعفها و عيبها و أخطائها. أصلح و عالج.....لا تترك الجرح ملوث حتى يتفشى في أعضائك و لا تجد علاج بعدها إلا البتر. و تذكر , ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )...
ركز و تدبر و اعمل عقلك..و إلا سرت مع من سار و ضل في دروب المنافقين, و تسلل النفاق في قلبك كالسرطان في الجسد. تدبر... و إلا صارت الجوارح تؤدى الحركات, و القلب يبحث عن إرضاء أهوائه في أماكن أخرى, لا شأن لرضا الله بها, و لربما اشتاق إلى ماض محرم, وعاد و تاه في سبل الضلال.
يصير الخروج من حالات الضيق بسماع الغني و مشاهدة الأفلام. و تفريغ الهم و الحزن بالتدخين. و إشباع العاطفة بالعشق المحرم و سكرات الهوى. أيقظ قلبك و استخدم عقلك الذي ميزك الله به عن سائر المخلوقات, فتصلح حالك مع الله, و تهجر طريق الغافلين.
فالمؤمن لا يخلو من عقل يفكر، ونظر يعبر، ولسان يذكر، وقلب يشكر، وجد على العمل يصبر ..* صلى بتدبر, صم بتدبر, تصدق بتدبر, أحب, اعمل, ابتسم, تنفس, اشعر بقيمة الحياة, أبدع, انظر إلى الطبيعة, بتركيز.......و اجعل من عقلك سراجا منيرا لمن حولك. و لا تقف، فإن الملائكة تكتب، والعمر ينصرم، والموت قادم، وكل نفس يخرج لن يعود..*
و سترى حتما الفرق, فالأمر في تجديد النية و اعمار القلب بإخلاص عن صدق و يقين .
| |
|