كنا فى يوم من الأيام نسمع أغنية وطنية فتهتز مشاعرنا حباً فى مصر، تراباً وتاريخاً وبشراً،وكانت خضرة الأرض وركوب القطار بطول مصربجوار النيل لا تحمل فقط ثمار الخير لنا، ولكنها تمثل أحلاماً بطول هذا النهر العظيم من أسوان حتى الإسكندرية..
كنا من الشعوب التى تكره الهجرة ولا تسعى للرحيل.. هكذا كنا فكيف أصبحنا؟ أصبح رب الأسرة الراعى لأسرته بعيداً عنها بحثاً عن المالوالرزق، سواء فى الداخل أو الخارج.. وبين غربة السفر وغربة فى الوطن غابت مشاعر ومسؤوليات كان المفترض أن يراقبها فى أسرته!!وترك الأسرة لأم مجهدة ما بين العمل والمواصلات وسخافات الشارع.. وهنا غاب دور الأسرة وغاب معها الانتماء لها..
لقد أصبحت لغة المال هى الأعلى صوتاً، ولغة المصالح هى الأساس، ودخلنا فى التقليد الأعمى لكل ما هو غريب علينا سواء كان وافداً منالغرب أو حتى مقتحماً من الأشقاء العرب!!
أصبح جيل واحد يحتل مسيرة الحياة، لا يريد أن يفرط فى شىء منها، ووقفت بقية الأجيال منتظرة أحلاماً لا تجىء!!، أمام هذا تغير وجهالوطن، ولكى يعود لابد من قوة اجتماعية ضاغطة لإحداث تعديلات قانونية ودستورية تعيد للإنسان المصرى إحساسه الضائع بالمواطنةوالعدالة، وحركة مثقفين فاعلة تضرب بمعاول شديدة فى أصنام الثقافة المتخلفة التى يعبدها الناس الآن، وهم يتصورون أنها الدينالصحيح!!