انطلاق مشروع بوابة إلكترونية لــ «ذاكرة العالم العربي»

هل يرى مشروع »ذاكرة
العالم العربي» الثقافي الإلكتروني النور بعد طول مخاض؟! فقد تواصلت
الاجتماعات و الفعاليات التي استضافت دمشق مؤخرا جانبا منها لإنجاز
المشروع الذي يعد من أهم المشاريع العلمية التوثيقية على المستوى العربي.

و يهدف المشروع إلى
توثيق التراث والحفاظ على الذاكرة وجعلها متاحة على الانترنت، من خلال
إنشاء بوابة إلكترونية تفاعلية عملاقة باللغتين العربية والإنجليزية
بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في الدول العربية والمنظمات الإقليمية
والدولية والمؤسسات الأهلية وعموم المهتمين حول العالم.

وكان الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية للمشروع الذي انطلق منذ ثلاث سنوات، ناقش وضع رؤية شاملة للتأسيس لتراث رقمي الكتروني موثق.

إعادة الاعتبار الحضاري

وقالت المهندسة ريم عبد
الغني المنسق العام للمؤتمر في تصريحات لها : »لا بد من إعادة الاعتبار
للمحتوى الثقافي والحضاري المستمد من تراثنا الأصيل بوصفه إحدى البوابات
لتجاوز الإخفاق التاريخي». فيما اعتبرت الدكتورة حنان قصاب حسن، أمين عام
احتفالية عاصمة الثقافة أن التوثيق الالكتروني يأتي في مقدمة الحفاظ على
التراث العربي.

وأجمع المشاركون في
الاجتماع أنه لا يمكن تحقيق مشروع ذاكرة العالم العربي بما يلبي الطموح
إلا بإتباع خطوات حثيثة نحو تحقيق محتوى التراث الحضاري والطبيعي في
العالم العربي بتسجيله الكترونياً ودعم جهود حماية التراث من خلال مشروعات
لبناء نظم معلومات متكاملة وتعريف العالم بالإسهامات العربية في تشكيل
حضارة العالم بشكل تفاعلي.

وركزت المناقشات على حجم
الفجوة المعلوماتية في العالم العربي، حيث لا يتجاوز حجم المحتوى العربي
على الانترنت نسبة 0.5% من المحتوى العالمي كما لا تتجاوز نسبة التراث
العربي والإسلامي المسجل سوى 16.5% مما تم تسجيله على قائمة التراث
العالمي.

وركزت على ضرورة
الاستفادة من الميزة التنافسية في وحدة اللغة في العالم العربي، لصناعة
محتوى معلومات عربي قوي قادر على المنافسة العالمية، مشيرين إلى أن ذلك
يتطلب العمل على دعم مجتمع المعرفة والشعور بأهمية إتاحة هذا المحتوى
الرقمي للتعريف بالثقافة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية.

وأوضح المشاركون أن
إطلاق بوابة الكترونية عربية عملاقة، تتيح الاطلاع على التراث العربي
المادي واللامادي، يحتاج إلى أعداد هائلة من المهنيين لإعداد قواعد
البيانات وإجراء عمليات المسح بما يستلزم ضرورة انخراط طلاب المعاهد
والجامعات في هذه المشاريع لإنجازها و تدارك الفجوات الرقمية الهائلة
الموجودة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب من جانب، وبين الدول العربية بين
بعضها بعض من جانب آخر. وأكدوا على أن سرعة الانجاز والقدرة على المواكبة
عاملان أساسيان لنجاح المشروع مشددين على ضرورة وضع منهجية عربية واحدة
لإنجازه.

انحسار حاد »للعربية»

ويأتي الحديث عن إنشاء
بوابة إلكترونية عربية فيما أظهرت دراسة حديثة أعدتها لجنة الأمم المتحدة
الاقتصادية والاجتماعية لغرب أسيا (الاسكوا) »انحسارا حادا» للمحتوى
العربي على الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت) حيث لا يتعدى 3 % من
إجمالي المحتوى العالمي.

وذكرت الدراسة أن ثمة
زيادة طرأت في معدلات التوثيق الرقمي وإدارة المحتوى في دول الخليج العربي
بما يعكس أحد التطورات الهائلة في مجال تطوير المحتوى الرقمي العربي.

وأوضحت أن نتائج الدراسة »تتناقض بصورة كبيرة مع حجم الإسهامات التي قدمتها الثقافة والحضارة العربية على امتداد تاريخ الإنسانية».

ورغم هذا الانحسار الحاد
أشارت الدراسة إلى مبادرة إنشاء بوابة المحتوى العربي الرقمي التي تتمثل
في تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية في تفعيل المحتوى العربي في مجالات
الثقافة والأدب والتاريخ والاجتماع.

وتضم المبادرة إنشاء قواعد بيانات وفهارس إلكترونية عربية لتسهيل أعمال البحث والاسترجاع الأمر الذي يسهل الحصول على مادة المحتوى.