مليون فيروس في الانترنت والسعودية بين الأكثر معاناة

بات الإنسان المعاصر يحتاط من نوعين من الفيروسات. فمن جهة، هناك الجراثيم التي تهاجم جسمه وصحته. ومن ناحية أخرى، هناك الفيروسات الالكترونية التي تهاجم حواسيبه وتعرقل عمله واتصالاته عبر الشبكة الدولية للكومبيوتر وغيرها من الشبكات الرقمية المتطورة.
وثمة وصف ربما ينطبق على نوعي الفيروسات، وهو القول بأنها «كائنات» أخطأت مسار تطورها فأصبحت تحمل «حقداً» دفيناً على كل الأنواع الحيّة وعلى رأسها الإنسان.
وراهناً، يفوق عدد الفيروسات الرقمية والديدان الالكترونية وبرامج التجسّس على الكومبيوتر «سباي وير» Spywares
التي تعاني منها الحواسيب في العالم على مليون ومئتي ألف وصُنع ثلثاها خلال العام 2007، ما يطرح إشكالية ضخمة في وجه أمن الشبكة العنكبوتية.
تعتمد هذه البرامج الطفيلية على منطق الشبكات الرقمية، وبدلاً من أن تشن «هجوماً» بالأساليب «العسكرية» التقليدية، فإنها تلجأ إلى الهجوم الخفي على حواسيب فردية، وخصوصاً تلك التي لا تتمتع بحماية كبيرة. وفي المراحل الأولى من الهجوم، تتجنّب الفيروسات الالكترونية حواسيب الشركات الكبرى، التي غالباً ما تكون محمية بقوة.
ثم تستفيد من العلاقات الودية والحميمية بين حواسيب العالم الرقمي وشبكاته، لكي تتسلل من الحواسيب الأقل حماية الى الأكثر حماية.
ويعتبر «المواطن الشبكي» أول ضحايا الفيروسات الرقمية. وغالباً ما يذهب ضحية ثقته بالمواقع المتشعبة، كحال مواقع الشبكات الاجتماعية.
أرقام قياسية في الاجرام العنكبوتي
تصنع البيرو، وهي بلد يقبع في ركن قصي من قارة أميركا اللاتينية، عُشر الفيروسات الالكترونية، وتعتبر مركزاً مهماً للهجمات الالكترونية العالمية، فكأنها تنتقم من عزلتها الجغرافية. وفي المقابل، فإن ثمانين في المئة من جمهورها الالكتروني لا يحوزون حواسيب خاصة، بل يعملون انطلاقاً من نوادي الكومبيوتر العمومية.
وتعيش الولايات المتحدة وضعية الظالم والمظلوم في آن معاً. فتعاني من ثلث الهجمات الالكترونية، وتنطلق منها ربع تلك الهجمات. وتتجه نصف الفيروسات لمهاجمة حواسيب القارة الأوروبية العجوز. وتؤوي روسيا ثلثي المجموعات المتخصصة بالقرصنة الممنهجة، التي تضع المواقع الأوروبية على رأس اهتماماتها التخريبية.
ومن اللافت أن المملكة العربية السعودية هي أكثر البلدان معاناة من هذا الإجرام العنكبوتي، وربما لعب وضعها الاقتصادي دوراً في «جذب» الفيروسات الرقمية إلى حواسيبها!
وأخيراً، وجّهت مجلة «ويرد» المتخصصة في العالم الرقمي نصيحة الى مستخدمي الكومبيوتر مفادها «إن الفيروس مثل كثير من نواحي الحياة، من الأفضل إلا تغامر لكي تتفاداه... اذا قررت المغامرة، إحْمِ وثائقك في ملفات مستقلة».
وثمة مشكلة بالنسبة الى بعض برامج «سباي وير» وهي أنها تتخذ أحياناً صفة شرطي المراقبة. ويصبح التعامل معها شبيهاً بأن تطلب من الشرطي الذي يوقفك أن يُبرز أوراقه للتأكد من أنه شرطي! وهنا يختلط الفضول بالمغامرة، التي هي أيضاً السر الكبير للتطور والحياة، على رغم ما يتضمنانه من خطورة. وتثبت الخبرة المباشرة أن جمهور الانترنت يهوى الإبحار الحرّ على تلك الشبكة، مهما كلف الثمن. وفي المقابل، لا بد من التحوّط: مثل السؤال عن هوية الموقع ومرسلي البريد الالكتروني المجهول. ومن المهم أيضاً أن نتذكر أن الانسحاب صفة بطولية، وأن التهوّر شيء مجاني وغير مفيد، وهو الباب الأسهل لدخول الفيروسات الى الحواسيب.

شكرا على تلك المعلومات المفيدة

معلومات فعلا مفيدة شكرا لك الرشراش

الف شكر الرشراش..